كتب العلم في الحراج !
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله، أما بعد:
فمن المؤسف أن تجد كتب أهل العلم مرمية في دواليب الحراج وتحت تصرف مرتزقة الحراج، هذا شاهدته بنفسي قبل عشر سنوات في حراج حائل الواقع بحي السمراء ! ، حيث وجدت دواليب للبيع وفيها كتب من أنفس الكتب، ككتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه القيم ابن القيم ، فطلبت من الهندي البائع أن يبيع لي بعض الكتب الموجودة في تلك الدواليب من دون الدولايب فوافق وباعني بعضها بأزهد الأسعار ! حيث المجلد بعشر ريالات ! وبخمس عشرة ! لكن للأسف لم أستطع شرائها كلها لقلة مالي آنذاك، ثم أخبرت بعض أصحابي بعد مدة فتعجبوا وطلبوا الدلالة عليها فطرنا إلى الحراج لاقتناص ما تبقى منها
فاتقوا الله يا مسلمين في كتب شيوخكم، ألهذا الحد وصل إهمالكم لها ؟!
وأقترح على الزاهدين في العلم أن يوقفوا الكتب على مكتبات المسلمين أو على المساجد أو على طلاب العلم، ولا يخفى فضل الوقف لله سبحانه وتعالى والنصوص فيه كثيرة كقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ : إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ). رواه مسلم.
أو يهدوها، فإنْ أبوا ذلك فعلى الأقل عليهم أن يعتنوا بها وأن لا يرموها هكذا وبأيدي أولئكم الباعة الذين بعضهم لم يدخلوا حتى في الإسلام !. والله المستعان
فماذا عليك لو اتصلت بأحد طلاب العلم وأعطيته الكتب ؟! لا يكلفك ذلك شيئا يُذكر ، مع الدعاء لك وعظيم الأجر إن احتسبت هذا العمل اليسير .
وأقترح على أصحاب المكتبات والدور -الوقفية والخاصة وغيرها- أن يذهبوا كل أسبوع أو شهر إلى الحراج لاقتناص هذه الكتب القيمة المرغوب عنها، أو توكيل من يقوم بهذه المهمة الشريفة لأجل حفظ العلم واحترامه وفكه من العطب. وربما وجدوا كتبا نفذت من الأسواق بسبب نفاذ طبعاتها، وهذا حصل كثيرا، والله المستعان.
وكتب
عبد الله الهليل الشمري
7 محرم 1442
عبد الله الهليل الشمري
7 محرم 1442
تعليقات
إرسال تعليق