قصة تاريخية وست فوائد علمية
﷽
[قصة تاريخية وست فوائد علمية]:
قال الحافظ العلامة الذهبي في ترجمة مُسْنِد أَهْل الشَّام فِي زَمَانِهِ ابْن السِّمْسَارِ الدِّمَشْقِيّ:
«مَاتَ ابْنُ السِّمْسَار: فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَقَدْ كمل التِّسْعِيْنَ، وَتَفَرَّد بِالرِّوَايَة عَنِ ابْنِ أَبِي العَقب وَطَائِفَة، وَلَعَلَّ تَشَيُّعَهُ كَانَ تقيَّة لَا سجيَّة، فَإِنَّهُ مِنْ بَيْتِ الحَدِيْث، وَلَكِن غلت الشَّامُ فِي زَمَانِهِ بِالرَّفض، بَلْ وَمِصْرُ وَالمَغْرِبُ بِالدَّوْلَة العُبَيْدِيَّة، بَلْ وَالعِرَاقُ وَبَعْضُ الْعَجم بِالدَّوْلَة البُوَيْهِيَّة، وَاشتدَّ البلَاءُ دَهْراً، وَشَمَخَت الغلَاةُ بِأَنْفِهَا، وَتواخى الرَّفضُ وَالاعتزَالُ حِيْنَئِذٍ، وَالنَّاسُ عَلَى دين المَلِك، نَسْأَلُ اللهَ السَّلَامَةَ فِي الدِّيْن».
«سير أعلام النبلاء» (17/ 507 ط الرسالة).
مما يستفاد من هذه القصة:
1- أن الناس على دين ملوكهم، هذا من حيث العموم.
2- القوة السياسية المنحرفة من أكبر أسباب تفشي البدع وبروزها.
3- أن دين الرافضة كان ظاهراً وفاشيا في الشام ومصر والمغرب والعراق وبعض بلاد العجم في القرن الخامس الهجري.
4- برز وظهر اندماج الرفض والاعتزال في القرن الخامس الهجري.
5- وجوب إحسان الظن بِمنْ عهدناه سنياً، فنعدل معه، ولا نخرجه من السنة إلى البدعة إلا بعد التثبت ومعرفة الحال والجو العام. فهذا العلامة الذهبي أنصف هذا الشيخ المحدِّث واعتذر له، ونظر في أصله وتاريخه، ولم يتسرع في تبديعه وإخراجه من السنة بدون علم وخوف من الله عز وجل.
فائدة:
[بدأ اتحاد الرفض والاعتزال في الثلث الأخير من القرن الرابع الهجري !]
قال الحافظ العلامة الذهبي في ترجمة (على بن عيسى الرماني، صاحب العربية):
«معتزلي رافضي، ومن حدود سبعين وثلاثمائة، إلى زماننا هذا تصادق الرفض والاعتزال وتَوَاخَيَا». «ميزان الاعتدال» (3/ 149).
وكتب
عبد الله الهليل الشمري
27 جمادى الأولى 1445
https://t.me/ALHLYL/1101
تعليقات
إرسال تعليق