[ تلخيص مسألة التصوير والرسم ]
﷽
[ تلخيص مسألة التصوير والرسم ]
تصوير و رسم صور ذوات الأرواح محرم شرعا، والأدلة صريحة فيها، والمقصود بصور ذوات الأرواح: صور المخلوقات التي فيها روح، كالإنسان والحيوان.
وهذا الفعل كبيرة من كبائر الذنوب، والعياذ بالله، وذلك لتصريح النصوص الشرعية بعظم هذا الأمر عند الله ﷻ، وأن المصور يعذب بتصويره يوم القيامة، لأجل ما فيه من مضاهاة لخلق الله ﷻ.
فمن الأدلة الصريحة:
ما ثبت عَنْ ابْن عُمَر، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( الَّذِينَ يَصْنَعُونَ الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يُقَالَ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ )). متفق عليه واللفظ لمسلم.
وعَنْ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (( كُلُّ مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ ، يَجْعَلُ لَهُ بِكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا نَفْسًا ، فَتُعَذِّبُهُ فِي جَهَنَّمَ ))، وَقَالَ: (( إِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ فَاعِلًا ، فَاصْنَعِ الشَّجَرَ وَمَا لَا نَفْسَ لَهُ)). متفق عليه في حديث طويل واللفظ لمسلم.
هذا وقد ذهب بعض أهل العلم إلى تحريم التصوير بكل أنواعه، سواء كان له روح أو ليس له روح، خلافا للجمهور.
هذا وقد استثنى جماهير أهل العلم: ألعاب الأطفال المصورة، لحديث عائشة رضي الله عنها، الذي فيه لعبتها المصورة، ففيه دلالة على جواز استعمال الطفل للعب المصورة.
كما استثنوا أيضاً للضرورة: رسم صور المجرمين، وذلك لأجل التمكن منهم.
وكذلك استثنى المعاصرون: صناعة الصور والرسوم التي تكون للأطفال، باستخدام التقنية، مثل ما يسمى بأفلام الكرتون.
والرسم والتصوير أنواع: فمنه صناعة التماثيل والمجسمات، ومنه الرسم على شيء، كالرسم على ورق أو على حائط.
وسواء كان ذلك باليد، أو بآلة، كآلة الرسم، والكمبيوتر، والجوال، مثلا، والله أعلم.
وأما مسألة التصوير الرقمي (التصوير الفوتوغرافي) فهي مسألة حادثة، تعتبر من المسائل النوازل، ولذلك اختلف المعاصرون من أهل العلم في حكمها، ومما استدل به المجيزون على الجواز: هو أنه تصوير لا خلق فيه ولا إحداثٌ، بل هو حفظُ لقطةٍ من خلق الله عز وجل، فليس فيه مضاهاة لخلقه سبحانه وتعالى، ومع ذلك اشترطوا للجواز: عدم تعظيمها، وعدم تعليقها على حائط ونحوه، والله الموفق أعلم.
وكتب
عبد الله الهليل الشمري
٣٠ جمادى الآخرة ١٤٤٥
تعليقات
إرسال تعليق