[ بيان جواز تأجيل راتبة العشاء حتى الانتهاء من صلاة التراويح ]

[ بيان جواز تأجيل راتبة العشاء حتى الانتهاء من صلاة التراويح ]
الجواز من وجوه:
○ الوجه الأول: أن مدة صلاة التراويح في عادة أكثر أهل زماننا يسيرة، لا يخرج بها وقت صلاة العشاء، وهو انتصاف الليل -على الراجح-.
○ الوجه الثاني: أن الأفضل بالنسبة للنوافل التي لم يُشرع أصلها في المسجد هو أداؤها في البيت، ومنها: السنن الرواتب، وقد قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا قَضَى أَحَدُكُمُ الصَّلَاةَ فِي مَسْجِدِهِ ، فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيباً مِنْ صَلَاتِهِ فَإِنَّ اللهَ جَاعِلٌ فِي بَيْتِهِ مِنْ صَلَاتِهِ خَيْراً). رواه مسلم في صحيحه (٧٧٨). 
وثبت عن زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (خَيْرُ صَلَاةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ) . وفي لفظ آخر: (أَفْضَلُ صَلَاتِكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ). رواه ابن خزيمة في صحيحه، بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا اسْتَحَبَّ الصَّلَاةَ فِي الْبَيْتِ عَلَى الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ خَلَا الْمَكْتُوبَةِ ، إِذِ الصَّلَاةُ فِي الْبَيْتِ أَفْضَلُ مِنَ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ مِنْهَا. انتهى.
ولفظ أبي داود: (صَلَاةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهِ فِي مَسْجِدِي هَذَا إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ). وقد حسنه جماعة من المحدثين.
فدلت السنة كما ترى على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي أكثر النوافل في بيته، وهذا يدل على تفضيل أداء النوافل في البيت، مع عدم تحريم أداءها في المسجد.
○ الوجه الثالث: أن النوافل يُتساهل في وقت أدائها، فلا تشديد.
هذا وقد شنع بعض الناس تشنيعا عظيما على من يصلي راتبة العشاء بعد التراويح، حتى وصف من فعل ذلك بالبلاهة ! وهو وصف عظيم وتشنيع في غير محله، وبالله التوفيق وهو المستعان. 
وكتب 
عبد الله الهليل الشمري 
١٨ رمضان ١٤٤٥

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حَدِيْثُ أَنَسٍ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ الثُّفْلُ.

خطبة الجمعة (فضل العلم وأهله وفضل النفقة على أهله والحث على طلبه)

بيان حال المدعو: حسن الحسيني