رضى الناس كيف يتحقق ؟ (رضى الناس لا يتحقق إلا برضى رب الناس)

رضى الناس كيف يتحقق ؟ (رضى الناس لا يتحقق إلا برضى رب الناس)


الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا ورسولنا محمد وآله وأصحابه أجمعن، أما بعد:



- قال بعض السلف: رضى الناس غايةٌ لا تُدْرَك. 

وإن مما لا ريب فيه أن رضى الناس لا يتحقق إلا بإرضاء الله سبحانه وتعالى.




- رضى الناس لا يمكن أن يتم إلا بشيء واحد فقط مهما عملت وقلت وغدوت ورحت، وهو: إرضاء الله بسخط الناس، فحينئذ يرضى الله عنك، ويرضي عنك الناس، كما جاء في الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال: ﺭ‍ﺳ‍‍ﻮ‍ﻝ‍ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻠ‍‍ﻪ‍ ‍ﺻ‍‍ﻠ‍‍ﻰ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻠ‍‍ﻪ‍ ‍ﻋ‍‍ﻠ‍‍ﻴ‍‍ﻪ‍ ‍ﻭ‍ﺳ‍‍ﻠ‍‍ﻢ‍: «‍ مَنِ الْتَمَسَ رضى ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻠ‍‍ﻪ‍ ‍ﺑ‍‍ﺴ‍‍ﺨ‍‍ﻂ‍ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻨ‍‍ﺎ‍ﺱ‍ ‍ﺭ‍ﺿ‍‍ﻲ ‍‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻠ‍‍ﻪ‍ ‍ﻋ‍‍ﻨ‍‍ﻪ‍، ‍ﻭ‍ﺃ‍ﺭ‍ﺿ‍‍ﻰ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻨ‍‍ﺎ‍ﺱ‍ ‍ﻋ‍‍ﻨ‍‍ﻪ‍، ﻭ‍ﻣ‍‍ﻦ‍ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﺘ‍‍ﻤ‍‍ﺲ‍ ‍ﺭ‍ﺿ‍‍ى ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻨ‍‍ﺎ‍ﺱ‍ ‍ﺑ‍‍ﺴ‍‍ﺨ‍‍ﻂ‍ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻠ‍‍ﻪ‍ ‍ﺳ‍‍ﺨ‍‍ﻂ‍ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻠ‍‍ﻪ‍ عليه، ‍ﻭ‍ﺃ‍ﺳ‍‍ﺨ‍‍ﻂ‍ ‍ﻋ‍‍ﻠ‍‍ﻴ‍‍ﻪ‍ ‍ﺍ‍ﻟ‍‍ﻨ‍‍ﺎ‍ﺱ ». وفي لفظ آخر: (مَنْ أَرْضَى اللهَ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللهُ ، وَمَنْ أَسْخَطَ اللهَ بِرِضَا النَّاسِ وَكَلَهُ اللهُ إِلَى النَّاسِ).

وهو صحيح موقوف على عائشة، وصححه بعض المحدثين موقوفاً، ومرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، كالشيخ الألباني في (الصحيحة 2311).
تخريج متوسط للحديث: أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (1 / 510) برقم: (276) ، (1 / 511) برقم: (277) والنسائي في "الكبرى" (10 / 405) برقم: (11853) والترمذي في "جامعه" (4 / 213) برقم: (2414) ، (4 / 214) برقم: (2414 (م)) والحميدي في "مسنده" (1 / 292) برقم: (268) وعبد بن حميد في "المنتخب من مسنده" (1 / 440) برقم: (1524) وعبد الرزاق في "مصنفه" (11 / 451) برقم: (20978) وابن أبي شيبة في "مصنفه" (13 / 225) برقم: (26366) ، (16 / 109) برقم: (31279) ، (19 / 504) برقم: (36867).



ففي الحديث شرط ومشروط لا يتحقق هذا إلا بهذا.


وفي قصة كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وصاحبيه يتجلى هذا المعنى عند التأمل، فقد قال كعب بْن مَالِكٍ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعدما تخلف عن الذهاب معه للجهاد في غزوة تبوك، وقد سأله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له: ((مَا خَلَّفَكَ أَلَمْ تَكُنْ قَدِ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ؟))، قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي وَاللهِ لَوْ جَلَسْتُ عِنْدَ غَيْرِكَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا لَرَأَيْتُ أَنِّي سَأَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ بِعُذْرٍ، وَلَقَدْ أُعْطِيتُ جَدَلًا، وَلَكِنِّي وَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتُ لَئِنْ حَدَّثْتُكَ الْيَوْمَ حَدِيثَ كَذِبٍ تَرْضَى بِهِ عَنِّي لَيُوشِكَنَّ اللهُ أَنْ يُسْخِطَكَ عَلَيَّ، وَلَئِنْ حَدَّثْتُكَ حَدِيثَ صِدْقٍ تَجِدُ عَلَيَّ فِيهِ إِنِّي لَأَرْجُو فِيهِ عُقْبَى اللهِ وَاللهِ مَا كَانَ لِي عُذْرٌ، وَاللهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَقْوَى وَلَا أَيْسَرَ مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْكَ.
فلما طلب كعب بن مالك رضى الله لم يخيبه الله وأنزل قرءاناً يتلى إلى يوم القيامة بتوبته عنه وتزكيته، فقد قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ في نفس الحديث
ثُمَّ صَلَّيْتُ صَلَاةَ الْفَجْرِ صَبَاحَ خَمْسِينَ لَيْلَةً عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِنَا، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عَلَى الْحَالِ الَّتِي ذَكَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَّا قَدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ نَفْسِي، وَضَاقَتْ عَلَيَّ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ سَمِعْتُ صَوْتَ صَارِخٍ أَوْفَى عَلَى سَلْعٍ يَقُولُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ أَبْشِرْ قَالَ: فَخَرَرْتُ سَاجِدًا، وَعَرَفْتُ أَنْ قَدْ جَاءَ فَرَجٌ. قَالَ: فَآذَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ بِتَوْبَةِ اللهِ عَلَيْنَا حِينَ صَلَّى صَلَاةَ الْفَجْرِ، فَذَهَبَ النَّاسُ يُبَشِّرُونَنَا فَذَهَبَ قِبَلَ صَاحِبَيَّ مُبَشِّرُونَ، وَرَكَضَ رَجُلٌ إِلَيَّ فَرَسًا، وَسَعَى سَاعٍ مِنْ أَسْلَمَ قِبَلِي، وَأَوْفَى الْجَبَلَ فَكَانَ الصَّوْتُ أَسْرَعَ مِنَ الْفَرَسِ، فَلَمَّا جَاءَنِي الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتَهُ يُبَشِّرُنِي، فَنَزَعْتُ لَهُ ثَوْبَيَّ فَكَسَوْتُهُمَا إِيَّاهُ بِبِشَارَتِهِ، وَاللهِ مَا أَمْلِكُ غَيْرَهُمَا يَوْمَئِذٍ، وَاسْتَعَرْتُ ثَوْبَيْنِ فَلَبِسْتُهُمَا، فَانْطَلَقْتُ أَتَأَمَّمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَلَقَّانِي النَّاسُ فَوْجًا فَوْجًا، يُهَنِّئُونِي بِالتَّوْبَةِ، وَيَقُولُونَ: لِتَهْنِئْكَ تَوْبَةُ اللهِ عَلَيْكَ حَتَّى دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَحَوْلَهُ النَّاسُ، فَقَامَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ يُهَرْوِلُ حَتَّى صَافَحَنِي، وَهَنَّأَنِي وَاللهِ مَا قَامَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ غَيْرُهُ قَالَ: فَكَانَ كَعْبٌ لَا يَنْسَاهَا لِطَلْحَةَ قَالَ كَعْبٌ: فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَهُوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنَ السُّرُورِ وَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ قَالَ: فَقُلْتُ: أَمِنْ عِنْدِكَ يَا رَسُولَ اللهِ أَمْ مِنْ عِنْدِ اللهِ؟ فَقَالَ: لَا بَلْ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ كَأَنَّ وَجْهَهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ، قَالَ: وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ. قَالَ: فَلَمَّا جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً إِلَى اللهِ وَإِلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمْسِكْ بَعْضَ مَالِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قَالَ: فَقُلْتُ: فَإِنِّي أُمْسِكُ سَهْمِيَ الَّذِي بِخَيْبَرَ قَالَ: وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ اللهَ إِنَّمَا أَنْجَانِي بِالصِّدْقِ، وَإِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ لَا أُحَدِّثَ إِلَّا صِدْقًا مَا بَقِيتُ قَالَ: فَوَاللهِ مَا عَلِمْتُ أَنَّ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَبْلَاهُ اللهُ فِي صِدْقِ الْحَدِيثِ مُنْذُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى يَوْمِي هَذَا أَحْسَنَ مِمَّا أَبْلَانِي اللهُ بِهِ، وَاللهِ مَا تَعَمَّدْتُ كَذِبَةً مُنْذُ قُلْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى يَوْمِي هَذَا، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَحْفَظَنِي اللهُ فِيمَا بَقِيَ. قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { لَقَدْ تَابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ } حَتَّى بَلَغَ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } قَالَ كَعْبٌ : وَاللهِ مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ مِنْ نِعْمَةٍ قَطُّ بَعْدَ إِذْ هَدَانِي اللهُ لِلْإِسْلَامِ أَعْظَمَ فِي نَفْسِي مِنْ صِدْقِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا أَكُونَ كَذَبْتُهُ ، فَأَهْلِكَ كَمَا هَلَكَ الَّذِينَ كَذَبُوا ، إِنَّ اللهَ قَالَ لِلَّذِينَ كَذَبُوا حِينَ أَنْزَلَ الْوَحْيَ شَرَّ مَا قَالَ لِأَحَدٍ وَقَالَ اللهُ : { سَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللهَ لا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ } قَالَ كَعْبٌ : كُنَّا خُلِّفْنَا أَيُّهَا الثَّلَاثَةُ عَنْ أَمْرِ أُولَئِكَ الَّذِينَ قَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ حَلَفُوا لَهُ فَبَايَعَهُمْ ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ ، وَأَرْجَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَنَا حَتَّى قَضَى اللهُ فِيهِ فَبِذَلِكَ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا } وَلَيْسَ الَّذِي ذَكَرَ اللهُ مِمَّا خُلِّفْنَا تَخَلُّفَنَا عَنِ الْغَزْوِ، وَإِنَّمَا هُوَ تَخْلِيفُهُ إِيَّانَا، وَإِرْجَاؤُهُ أَمْرَنَا عَمَّنْ حَلَفَ لَهُ، وَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ فَقَبِلَ مِنْهُ.

وقد روى هذه القصة أحمد في مسنده [(16031) ج6 ص3372]، والبخاري [كتاب المغازي، باب حديث كعب بن مالك وقول الله عز وجل وعلى الثلاثة الذين خلفوا (4418) ج6 ص3]، ومسلم [كتاب التوبة، باب حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه (2769) ج8 ص105]، وغيرهم.


فمن التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس.


وقد جاء عَنْ بَقِيَّة بْن الْوَلِيدِ، عَنْ بَحِيرٍ بْن سَعْدٍ، عَنْ التابعي خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: «مَنِ ‌اجْتَرَأَ ‌عَلَى ‌الْمَلَاوِمِ فِي مُوَافَقَةِ الْحَقِّ، رَدَّ اللَّهُ تِلْكَ الْمَلَاوِمِ حَمْدًا، وَمَنِ التَمَسَ الْمَحَامِدَ فِي مُخَالَفَةِ الْحَقِّ، رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ تِلْكَ الْمَحَامِدَ ذَمًّا».
«مسند إسحاق بن راهويه» (2/ 602)
«حلية الأولياء وطبقات الأصفياء - ط السعادة» (5/ 213)
«الزهد لأبي داود» (ص397).
«أحوال الرجال» للجوزجاني (ص10).



ورحم الله الشاعر القائل في شأن الناس:

ضَحِكتُ فقالوا ألا تَحتشِمْ ... بَكيتُ فقـالوا ألا تَبتســـمْ

بَسمتُ فقالوا يُرائي بها ... عبستُ فقالوا بَدَا ما كَتـــمْ

صَمتُّ فقالوا كليل اللسان ... نَطقتُ فقالوا كثير الكلامْ

حلِمتُ فقالوا صنيعٌ جبانٌ ... ولو كان مقتدراً إذاً لانتقمْ

بَسَلْتُ فقالوا لطيشٍ به ... وما كان مجترئاً إذاً لو حكمْ

يقولون شذَّ إذا قلتُ: لا ...  وإمعةً حيـــن وافـقـتهــــمْ

فأيقنتُ أني مهما أردت ...  رضى الناس لابدَّ مِنْ أنْ أُذَمْ.



والله المستعان وعليه التكلان.



وكتب: 

عبد الله بن سعيد العمر الشمري

٢٤ / ربيع الأول / ١٤٣٩ 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بيان أن الصحابة كانوا يقولون في تشهد الصلاة (السلام عليك أيها النبي) بصيغة المُخَاطَبة، في حياة النبي ﷺ، وبيان أنهم كانوا يقولون (السلام على النبي) بصيغة: الْغَيْبَةِ، بعد وفاة النبي ﷺ

حَدِيْثُ أَنَسٍ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ الثُّفْلُ.

خطبة الجمعة (فضل العلم وأهله وفضل النفقة على أهله والحث على طلبه)