قصيدة في غاية النفاسة والجودة والحسْن للصحابي بُقيْلة -ويقال: نفيلة- أبو المنهال الأكبر الأشجعي رضي الله عنه.
بسم الله الرحمن الرحيم
فهذه أبيات في غاية النفاسة والجودة والحسْن منسوبة للصحابي: بُقيْلة -ويقال: نفيلة- أبو المنهال الأكبر الأشجعي.
وهو من الأكابر، وكان شاعراً فحلاً.
قال رضي الله عنه:
أَلْبِسْ قَريبَكَ إنْ أَطْمارُهُ (١) خَلِقَتْ ... وَلاَ جَديدَ لِمنْ لا يَلْبس الخَلِقَا
وَإنَّ أَشْعَرَ بَيْتٍ أنتَ قائِلُهُ ... بَيْتٌ يُقالُ إذا أَنْشَدْتَهُ صَدَقَا
وإنَّما الشِّعْر لُبُّ المَرْءِ يَعْرِضُهُ ... على المَجَالِسِ إنْ كَيْسَاً (٢) وإنْ حُمقَا
انظر إن شئت كتاب (الإصابة في تمييز الصحابة ج1 ص450) لابن حجر.
و (المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء وكناهم وألقابهم وأنسابهم وبعض شعرهم ج1 ص76) لأبي القاسم الآمدي (المتوفى: 370هـ)
و (سلم الوصول إلى طبقات الفحول ج1 ص382) لحاجي خليفة.
حاشية رقم (١):
الأطمار جمع: طِمْر وهو الثوب الخَلِق أي: المقطوع.
كما في (تهذيب اللغة ج١٣ ص٢٣٣) لأبي منصور الأزهري
و ( المحكم ج٩ ص١٦٤) لابن سيده.
حاشية رقم (٢):
الكَيْس: المراد به هنا هو العقل لأنه ضد الحُمْق.
وانظر إن شئت ( فتح الباري ج٩ ص٣٤٢) لابن حجر.
وقوله: (( وَإنَّ أَشْعَرَ بَيْتٍ أنتَ قائِلُهُ ... بَيْتٌ يُقالُ إذا أَنْشَدْتَهُ صَدَقَا ))
يُذكِّر بحديث الصادق المصدوق صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المتفق عليه الآتي:
جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
أَصْدَقُ بَيْتٍ قَالَهُ الشَّاعِرُ: أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلٌ.
رواه أحمد [(7500) ج3 ص1555]، والبخاري [كتاب الرقاق، باب الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك (6489) ج8 ص102]، ومسلم [كتاب الشعر (2256) ج7 ص49].
وفي رواية عنه أيضاً مرفوعاً بلفظ: (( أَصْدَقُ بَيْتٍ قَالَتْهُ الشُّعَرَاءُ: أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلٌ)).
وفي رواية: (( أَشْعَرُ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَتْ بِهَا الْعَرَبُ كَلِمَةُ لَبِيدٍ: أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلٌ )).
رواه مسلم [كتاب الشعر (2256) ج7 ص49]، والترمذي [أبواب الأدب، باب ما جاء في إنشاد الشعر (2849) ج4 ص531].
وعند أحمد أيضاً (9868) بلفظ: ((أَشْعَرُ كَلِمَةٍ قَالَتْهَا الْعَرَبُ كَلِمَةُ لَبِيدِ بْنِ رَبِيعَةَ ...)) فذكره.
هذا وقد نسب الشوكاني (ت ١٢٥٠ ه) القصيدة المذكورة إلى الصحابي حسان بن ثابت ! كما في كتابه (البدر الطالع ج١ ص٣٤٣)، ولم أقف على من سبقه إلى هذه النسبة، فالله أعلم.
تعليقات
إرسال تعليق