(بيان استحباب إخبار الناس بمن ينقل الحديث إلى الدولة، أو إلى المسؤولين)

 ﷽


(بيان استحباب إخبار الناس بمن ينقل الحديث إلى الدولة، أو إلى المسؤولين)


عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ : (كَانَ رَجُلٌ يَنْقُلُ الْحَدِيثَ إِلَى الْأَمِيرِ ، فَكُنَّا جُلُوسًا فِي الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ الْقَوْمُ : هَذَا مِمَّنْ يَنْقُلُ الْحَدِيثَ إِلَى الْأَمِيرِ . قَالَ : فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْنَا ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ ).

وفي رواية قَالَ : (كُنَّا جُلُوسًا مَعَ حُذَيْفَةَ فِي الْمَسْجِدِ ، فَجَاءَ رَجُلٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْنَا ، فَقِيلَ لِحُذَيْفَةَ : إِنَّ هَذَا يَرْفَعُ إِلَى السُّلْطَانِ أَشْيَاءَ ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ - إِرَادَةَ أَنْ يُسْمِعَهُ - : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ). 

الحديث متفق عليه واللفظ لمسلم، رواه البخاري (6056)، ومسلم (105). ورواه جماعة غيرهم.


وفي الحديث عدة فوائد:

1- أن نقل الحديث للمصلحة جائز، ففي الحديث: "فَقَالَ الْقَوْمُ: هَذَا مِمَّنْ يَنْقُلُ الْحَدِيثَ إِلَى الْأَمِيرِ" يعني: أنهم شكوه إلى حذيفة - رضي الله عنه - لينصحه، حتى يترك النميمة، فأقرّهم حذيفة - رضي الله عنه - على ذلك، مع أن قولهم هذا نميمة أيضًا؛ لما يترتّب على ذلك من مصلحة نصح حذيفة - رضي الله عنه - له، وزجره عن نميمته، وفيه فائدة أخرى: وهي: تنبيه المتكلم ليحذر ويتجنب الكلام الذي قد يؤدي إلى مفسدة، كالكلمات العامة التي قد تُفهم خطأً.

2- بيان غِلَظ تحريم النميمة وأنها كبيرة، وأن فعل النميمة ينافي كمال الإيمان. والنميمة هي: نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد بينهم.

3- حرص الشريعة على إبعاد المسلمين من أن يضُرّ بعضهم بعضًا؛ إذِ النميمة فيها ما لا يخفى من إفساد المجتمع.


وللمزيد عن فوائد الحديث، انظر: كتاب (البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج، لشيخنا محمد بن علي آدم الإتيوبي، ج3 ص263).



وكتب 

عبد الله بن سعيد الهليل الشمري

23 شوال 1442


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بيان أن الصحابة كانوا يقولون في تشهد الصلاة (السلام عليك أيها النبي) بصيغة المُخَاطَبة، في حياة النبي ﷺ، وبيان أنهم كانوا يقولون (السلام على النبي) بصيغة: الْغَيْبَةِ، بعد وفاة النبي ﷺ

حَدِيْثُ أَنَسٍ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ الثُّفْلُ.

خطبة الجمعة (فضل العلم وأهله وفضل النفقة على أهله والحث على طلبه)