المؤرخ الزركلي، وتصوره الساقط عن كيفية تولي الإمارة في قبيلة شمر ودولتها

 ﷽

*المؤرخ الزركلي ينقل من غير تثبت، وفيما يلي نص يثبت ذلك، وبكلامه هو !*

(المؤرخ الزركلي وتصوره الساقط عن كيفية تولي الإمارة في قبيلة شمر ودولتها):

قال المؤرخ خير الدين الزركلي (المتوفى سنة 1396 هجري) في كتابه (ما رأيت وما سمعت): 

((الإمارة في شمر: من غريب ما سمعته عن عشيرة شمر، وهي أكبر عشيرة في نجد، كالرولة في بادية الشام، أنّ أميرها إذا قُتِلَ أو مات، أسرع الناس إلى صعود منبر منصوب في إحدى بقاع نجد يسمونه «المثبر» فَأَوَّل منْ يصل إليه ويتمكن منْ صعوده ينادي بأعلى صوته: يا ناس، يا بني شمر، مات الأمير، الحكم لي !! فَيُوَلُّونَه إمارتهم !! ولو كان منْ أضعف بطونهم !!، ومَنْ عصاه يُقتل !!، بلا دِيَةٍ ولا قَوَدٍ !!. ولم أتثبت من صحة هذا النبأ، لما بيني وبين نجد من البعد!!)). انتهى النقل الحرفي من كتابه (ما رأيت وما سمعت) صفحة 154 من طبعة المطبعة العربية بمصر، وموجود في صفحة 210 من طبعة مكتبة المعارف بالطائف.

التعليق: هذا كلام لا ينقله إلا من ضعفت بصيرته في علم التاريخ، أو من كانت عنده حزبية مقيتة، حيث أنه يتكلم في موضوع كبير، وموضوع شهير !، وموضوع يتعلق بقبيلة هي من أكبر قبائل الجزيرة العربية، بل وصفها بأنها أكبر عشيرة في نجد كما صرح هو بذلك !!، وأيضاً لأنه يتكلم في دولٍ قامت عليها جماعات من هذه القبيلة، فهذا التهور من الزركلي جهلٌ منه بموضوع يُعتبر من أهم وأكبر المواضيع المتعلقة بسياسات الدول والقبائل، وهو: موضوع تنصيب الحاكم !، فيا للعجب من هذا الجهل والتهور وعدم التثبت في موضوع كبير وخطير، ومتعلق بدول شمر الكائنة في الجزيرة العربية التي جال فيها هذا المؤرخ، وزعم أنه عارف بها!!، بل وكتب عدة كتب فيها !.

وقد قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ) رواه مسلم في صحيحه (5) وآخرون.

تنبيه: كان بعض السلف الصالح يصفون ناقل الأخبار غير المتثبت فيها: بحاطب ليل !. فتنبه وتثبت.

والخلاصة أن ما نقله الزركلي غير صحيح إطلاقاً، وهو باطل واضح البطلان.

أسباب كتابة هذا المقال:

١. أن نقل الخبر في كتب التاريخ من غير نفي، ومن غير مبرر، هذا له معنى وله اعتبار.

٢. أنه وضع عنواناً عريضاً فوق هذا النقل، فقال فيه: (الإمارة في شمر)، والأعجب أنه لم ينقل غيره !!.

٣. أن هذا النقل لا يمكن أن ينقله العارف بالقبيلة أصلا، وخاصة أنها قبيلة عربية، ولا يمكن أن يستسيغه، فضلا عن نقله.

وكتب: عبد الله الهليل الشمري 

23 صفر 1444 هجري